الثلاثاء، ماي 31، 2005

وا طفولتاه

في مدونة مانزاكين1، توجد زاوية تحت عنوان مرحباً بكم و تضم
. محاولات لمدونَين فظلا الكتابة في مدونتي المتواضعة
بهذه المناسبة أشكر سليكس و هاش على ثقتهم و أعيد فتح هذا الفضاء
. من جديد. و الدعوة عامة

: وا طفولتاه من اقتراح سليكس

رسمتُ شجرة فسألت ماهي؟
قالت : ظلٌ و زاد لي
ورسمتُ لُعبا
فردت : ما هي؟
ورسمتُ الياسمين
فأجابت : قد أراها من بعيد
ورسمتُ بندقية
فقفزت وانتفظت ثم قالت أين هي؟

طفولة لاتعرف الجدية
وأخرى هجرتها السذاجة
وأصبحت لاترى
إلا بعيون ندٌية
باحثة عن الحرية
تائهة في حياة طفوليٌة
أيٌامها رماديٌة
لياليها نارية
افراحها دموية
و أحزانها أبدية

أين النهاية؟
و متى تتغيٌر النظرة
و تستوي العيون البريئة
فترى الالوان القزحيٌة
وتُرسم الإبتسامة الملائكية
على كل الوجوه الطفولية؟

الجمعة، ماي 27، 2005

نِداء

لا أريد من تكن سندي
لا أريد من تمسك بيدي
لا أريد من تغرقني في الشَّهد
أو تصبر لتفهاتي حتى اللَّحد

...أنا محتاج لامْرأة جديدة
تكتب أخباري في الجريدة
تُعرِّيني.. تفظحني بلا رحمة
بلا لاآت، بلا استحياء.. بلا حشمة

تغرس أظافرها في جسدي
..تنزع بقبضتها كبدي
تحييني النار.. و البرد
...بنظراتها توقف فيّ نبضي
...و تطردني من السماء
و تطردني من الأرض

تثور على الثقافة و الأمثال
..على أصول الجمال
..على وظيفة التمثال
تضرب في ثقافتنا كالزلزال
ولا تكون فقط.. كما يبغِ الرجال

يا رجال الأرض كفى تمثيلاَ
كفى السذاجة و الأقنعة الجميلَة
كفى كلاما يجعل الفؤاد ثملاَ
لكم كان عليهن سيفا سَليلاَ

نسِيَت روحُنا أنّ فينا قلبْ
حين نسِيَ القلب كلام الحب
حين نسِيَت الروح قانون الرب
و بَدَلَ حبِّهن اخترنا.. الحرب

الخميس، ماي 26، 2005

قطتي الشامية

...أضناني البرد فكومني
داخل قبضتك السحرية
..خبئني فيها أياما
..احبسني فيها أعواما
احبسني كالطير المرسوم علي مروحة صينية
..فالحبس لذيذ ومثير
داخل قبضتك السحرية
..لا تفتح كفك واتركني
أرعي كالارنب في غابات يديك الوحشية
لا تغضب مني .. لا تغضب
فأنا قطتك الشامية
هل يغضب أحد من قطتة الشامية ؟
أتركني ألعب كالسنجاب علي الادراج العاجية
..وفتات السكر ،ألحسة
..داخل قبضتك السحرية
أمنيتي تلك ،وما عندي
أغلي من تلك الامنية
..لو أملك زاوية بيديك
..لكنت ملكت البشرية
خبئني في خلجان يديك فان الريح شمالية
خبئني في أصداف البحر وفي الاعشاب المائية
..خبئني في يدك اليمني
..خبئني في يدك اليسرى
..لن أطلب منك الحرية
..فيداك هما المنفي
..وهما أروع اشكال الحرية
..أنت السجان .. وانت السجن
وأنت قيودى الذهبية
قيدني يا ملكي الشرقي.. فاني امراة شرقية
..تحلم بالخيل .. وبالفرسان
وبالكلمات الشعرية
انى مولاتك..يا مولاي
فغص في صدرى كالمدية
..سافر في جسدى كالافيون
..وكالرائحه المنسية
...سافر في شعرى.. فى نهديَّ
..كطعنة رمح وثنية
..سافر يا ملكي حيث تريد
..فكل شطوطى رملية
..سافر فالريح مواتية
..وأنا راضية مرضية
..ضيعني في احراج يديك
سئمت ..سئمت المدنية
..حيث الاشجار بلا عمر
حيث الازمان خرافية
..أرجعنى صافية كالنار
..وكالزلزال بدائية
حررني من عقدى الاولي
..مزق أقنعتي الشمعية
وأدفنى تحت رماد يديك
..شهيده عشق صوفية
..ادفني ..حيث يشاء الحب
أنا رابعه العدوية



نزار قباني

الجمعة، ماي 20، 2005

مواطن أحمد

إسمك؟
.أحمد
لماذا أنت هنا؟
.لا أدري
.مَّاق
لِماذا أنت هنا؟
...لا أدري
.مَّاق. مَّاق. دَّاف
لِماذا أنت هنا؟
...والله لا أد
يضغط على الزناد
تخرج الرصاصة
تخرج الصرخة
تخرج الروح
يستريح المواطن أحمد
يستريح المفتش أحمد
تتزوج أخت أحمد بأحمد
تضغط على رحمها
تخرج صرخة أم أحمد
تخرج صرخة أحمد
تخرج فرحة
أحمد: أَتُراك المفتش أم المواطن؟

الخميس، ماي 19، 2005

نهاية و بداية

لن أقنعك بكتاباتي
لن أبكي لك مصيبتي
لن أثور على رثابتي
سأخاطبُ من كانت حبيبتي

لك وردتك السوداء
لك مني كل العناء
ماء العين و حفنة الحناءِ
كنت سأرويها بالدماءِ

سيدةُ الشمال الغالي
بك لم أعد أبالي
عُدت للنوم في ليالي
و وردي صار لون حالي

...الوردي
لكم اشتقت للوردي
لون صُنع عندي
لون يثيرني حثى الجنون
يبعثرني... و دونه لا أكون
مُزِجت أصوله بيدي
من دمٍ يسيل من زَنَدي
و بياض تدرفه العيون
فهكذا لون الحياة يكون


...يُتبع

الورد والقاموس

.وليكن
...لا بد لي
لا بد للشاعر من نخب جديدْ
وأناشيد جديده
إنني أحمل مفتاح الأساطير وآثار العبيد
وأنا أجتاز سرداباً من النسيان
والفلفل، والصيف القديم
،وأرى التاريخ في هيئة شيخ
يلعب النرد ويمتصُّ النجوم


وليكن
،لا بدَّ لي أن أرفض الموت
وإن كانت أساطيري تموت
إنني أبحث في الأنقاض عن ضوء، وعن شعر جديد
آه... هل أدركت قبل اليوم
أن الحرف في القاموس، يا حبي، بليد
!كيف تحيا كل ُّهذي الكلمات
كيف تنمو؟... كيف تكبر؟
نحن ما زلنا نغذيها دموع الذكريات
!واستعارات... وسُكَّر


...وليكن
لا بد لي أن أرفض الورد الذي
يأتي من القاموس، أو ديوان شعر
ينبت الورد على ساعد فلاّح، وفي قبضة عامل
ينبت الورد على جرح مقاتل
...وعلى جبهة صخر


محمود درويش