الأربعاء، شتنبر 28، 2005

(طوق الياسمين (نزار قباني


(بصوت ماجدة الرومي(بتصرف

شكراً.. لطوق الياسمين
وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين
وجلست في ركن ركين
تسرحين
وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
قدماك في الخف المقصب
جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس
تقلعين .. وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ؟
أفلي أنا تتجملين ؟
ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه
هل ترتدين ؟
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
ولبسته
وربطت طوق الياسمين
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
..ظننت أنك تدركين
هذا المساء
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين
وتدمدمين
قي أذن فارسك الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين

وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين
وله ترشين العطور
وتقلعين
وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
في الأرض .. مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء
تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسك الجميل بأخذه
فتمانعين
وتقهقهين
لاشيء يستدعي انحناْك"
"..ذاك طوق الياسمين

الأربعاء، شتنبر 21، 2005

(طريقي (زَجَل

طريقي طويلة و ناسها مخلطة
حمير غادية و تابعاهم السمطة
كيف المكتاب على الظهور الزبطة
بالحمر دامية و بالزرق مشرطة

طريقي فواحشها باينة منظورة
ما عرفت ناسها فايقة وْلا مسحورة
حاسبين بِلا دنوبهم كلها مغفورة
ايّام مجرورة بايّام حتى لقبورة

طريقي مظلمة و ضوها باهت
الناس الزينة فيها تلفت و تاهت
كلب ورا كلبة يجري لاهت
و الهضرة فيها خسرت و سفاهت

طريقي تصفر خاوية مهجورة
من النسا و الرجال المنصورة
عيالات فيها للدرهم منشورة
و كلمة الرجال ولات معبورة

طريقي مسكين تابع مسكين
لا كلمة زينة و لا قلب حنين
اليد مبسوطة و الدمعة فالعين
الجهل و العيا مطبوع فالجبين

طريقي النفس فيها مقبوضة
كلمة الحق ولات مرفوضة
يا ربي فكها من هاذ الفوضة
و دير شي تاويل ينوضها نوضة

طريقي بغيتها تْولّي طريقك
ليلها ضاوي كنهار طريقك
ناسها صافية كعباد طريقك
رحمني يا مولاي بطريق لطريقك

الأحد، شتنبر 18، 2005

المشهد الثّاني

...و ننهي البكاء
بعد سبعين ألف فراقٍ... فراقْ
تحت هذا المطرْ و ظلام الزقاقْ
ينتظرْني هناك أعزّ الرّفاقْ

أيضاً هذه اللّيلة
إنْ رأيْتُمْ دموع وحيدٍ هناك
يحْتظرْ بينها كحبيس الشِّباك
ذاك محْبوبها و حصَاد الهلاك

فبعد البكاء
نمسح الدّمع... نقصد غار الشّراب
بين خمْر الهوى و نبيذ العذاب
ينتهي ليلنا بكمال السّراب

إلا هذه اللّيلةْ
لم يجفّف دموعهُ.. كان انهزامْ
بيَّن المُسْتَثِيرَ و زاد الكلامْ
زوجة تبتعدْ.. و تبيد الغرامْ

الثلاثاء، شتنبر 13، 2005

ملحمة البكاء

ألمحها.. في زحمة الأحلامِ
أقترب.. و دونما كلامِ
أبْكي..
تتأوّه و تُخْرس حلقها
توقف نفَسَها و شهيقها
...و تبكي
أرى دمعاً تذرفه العينَ
مسافراً... نازلاعلى الوجنَه
...و أبكي
ترحمني بملمسها.. باليدِ
مسافرةً.. تائهةً على خدي
...و تبكي
..تلامس شفتايَ
تداعب شارِبي
..أسافر بذاكرتي
في زمان اللعبِ
...و أبكي
...تخطف يدها
و مِن الذّكريات... المرّ
...كما خطفتني
و قلبي.. بداية الأمر
...و تبكي
أبلع لساني
أتلعثم في كلامِي
أنبس بشيء
ما كان ليُفهمِ
...و أبكي
ماذا قُلتَ؟
تقولها بصمتٍ.. بالحاجب
!!تحذف السؤال
و تذهب بعينها.. للجانب
و تبكي... و أبكي و تبكي و أبكي و أبكي و أبكي و تبكي و تبكي و أبكي و تبكي
...سبعون ألف ليلة

الثلاثاء، شتنبر 06، 2005

(جملة موسيقية (محمود درويش

شاعرٌ ما يكتبُ الآن قصيدهْ
،بَدَلاً منّي
على صفصافة الريح البعيدهْ
فلماذا تلبسُ الوردةُ في الحائطِ
أوراقاً جديدهْ؟
*******
َولَدٌ ما طَيَّر الآن حمامهْ
،بَدَلاً منّا
إلى أعلى، إلى سقف الغمامهْ
فلماذا تذرفُ الغابة هذا الثلجَ
حول الإبتسامه؟
*******
طائر ما يحمل الآن رسالهْ
،بَدَلاً منّا
إلى الأزرق من أرض الغزالهْ
فلماذا يدخُلُ الصَيَّادُ في المشهدِ
كي يرمي نِبالهْ؟
*******
رَجُلٌ ما يغسلُ الآن القمرْ
،بدلاً منّا
و يمشي فوق بَلّور النَهَرْ
فلمذا يَقَعُ اللونُ على الأرضِ
لماذا نتعرَّى كالشجرْ؟
*******
عاشقٌ ما يجرف الآن العشيقهْ
بدلاً مِنِّي
إلى طين الينابيع السحيقهْ
فلماذا يقفُ السَرْوُ هنا
حارساً بابَ الحديقهْ
*******
فارسٌ ما يُوقف الآن حصانهْ
،بدلاً مِنِّي
و يغفو تحت ظلِّ السنديانهْ
فلماذا يخرجُ الموتى إلينا
من جدارٍ و خزانهْ؟
محمود درويش
.من ديوان أرى ما أريد: دار العودة-بيروت : 1993 : الطبعة الثالثة