الثلاثاء، أكتوبر 25، 2005

(تجليات صوفيه (نزار قباني


1

،عندما تسطع عيناك كقنديل نحاسي
على باب ولي من دمشق
..أفرش السجادة التبريز في الأرض وأدعو للصلاه
وأنادي، ودموعي فوق خدي: مدد
..يا وحيدا.. يا أحد
،أعطني القوة كي أفنى بمحبوبي
..وخذ كل حياتي

2

،عندما يمتزج الأخضر، بالأسود، بالأزرق
بالزيتي، بالوردي، في عينيك، يا سيدتي
..تعتريني حالة نادره
،هي بين الصحو والإغماء، بين الوحي والإسراء
،بين الكشف والإيماء، بين الموت والميلاد
..بين الورق المشتاق للحب.. وبين الكلمات
،وتناديني البساتين التي من خلفها أيضاً بساتين
،الفراديس التي من خلفها أيضا فراديس
..الفوانيس التي من خلفها أيضا فوانيس
التي من خلفها أيضا زوايا، وتكايا، ومريدون
..وأطفال يغنون.. وشمع .. وموالد
..وأرى نفسي طيور من ذهب
وسماء من ذهب
ونوافير يثرثرن بصوت من ذهب
..وأرى، فيما يرى النائم، شباكين مفتوحين
..من خلفهما تجري ألوف المعجزات

3

..عندما يبدأ في الليل، احتفال الصوت والضوء
..بعينيك .. وتمشي فرحا كل المآذن
..يبدأ العرس الخرافي الذي ما قبله عرس
.وتأتي سفن من جزر الهند، لتهديك عطورا وشموسا
..عندها
..يخطفني الوجد إلى سبع سماوات
..لها سبعة أبواب
..لها سبعة حراس
.بها سبع مقاصير
..بها سبع وصيفات
..يقدمن شرابا في كؤوس قمريه
،ويقدمن لمن مات على العشق
..مفاتيح الحياة السرمدية
..وإذا بالشام تأتيني .. نهورا.. ومياها
..وعيونا عسليه
،وإذا بي بين أمي، ورفاقي
..وفروضي المدرسيه
:فأنادي، ودموعي فوق خدي
!مدد
يا وحيدا، يا أحد
..أعطني القدرة كي أصبح في علم الهوى
..."واحدا من أولياء " الصالحيه

4

عندما يرتفع البحر بعينيك كسيف أخضر في الظلمات
تعتريني رغبة للموت مذبوحا على سطح المراكب
..وتناديني مسافات
...تناديني بحيرات
..تناديني كواكب
..عندما يشطرني البحر إلى نصفين
..حتى تصبح اللحظة في الحب، جميع اللحظات
..ويجيء الماء كالمجنون من كل الجهات
..هادما كل جسوري
..ماحيا كل تفاصيل حياتي
يتولاني حنين للرحيل
..حيث خلف البحر بحر
..ووراء الجزر مد .. ووراء المد جزر
ووراء الرمل جنات لكل المؤمنين
..ومنارات
..ونجم غير معروف
..وعشق غير مألوف
..وشعر غير مكتوب
.ونهد .. لم تمزقه سيوف الفاتحين

5

،عندما أدخل في مملكة الإيقاع، والنعناع، والماء
..فلا تسعجليني
فلقد تأخذني الحال، فأهتز كدرويش على قرع الطبول
..مستجيرا بضريح السيد الخضر . وأسماء الرسول
..عندما يحدث هذا
.فبحق الله، يا سيدتي، لا توقظيني
..واتركيني
نائما بين البساتين التي أسكرها الشعر، وماء الياسمين
..علني أحلم في الليل بأني
..صرت قنديلا على باب ولي من دمشق

6

عندما تبدأ في عينيك آلاف المرايا بالكلام
..ينتهي كل كلام
،وأراني صامتا في حضرة العشق
ومن في حضرة العشق يجاوب؟
..فإذا شاهدتني منخطف اللون، غريب النظرات
..وإذا شاهدتني أقرأ كالطفل صلاتي
..وعلى رأسي فراشات. وأسراب حمام
..فأحبيني، كما كنت، بعنف وجنون
..واعصري قلبي، كالتفاحة الحمراء، حتى تقتليني
...وعلى الدنيا السلام

الخميس، أكتوبر 13، 2005

النهاية

كانت بأمسي دليلي
ضوءٌ بجنب السّبيل
تَأبَى فراقي كظلّي
شطٌّ لماءٍ و رملِ

يا سرّ عقدي و حلّي
يا من سكنتي ببالي
بالله إحكي و قولي
ما حال من كان خلِّي؟

جاءت كليماتها لي
تجري كجري الخيال
كانت كريح اللّيالي
بردٌ على بردِ حالي

كل الكلام يهون
إلا كلامٌ جنون
ياليت قلبي يكون
جلمود صخرٍ صوان

الحب أضحى سجون
و اليوم فيه قرون
أَدمَيت قلبي سنون
بالدم فاضت عيون

إمضي فما لي سكون
و الأرض فيها تكون
زوج ببيتي حنون
!!أم.. فكيف أخون؟

الثلاثاء، أكتوبر 04، 2005

أحمد الزُّبَيْري

شْكُونْ أنْتا؟
أحمد، سيدي العقيد
حْمْدْ آش؟
أحمد الزُّبَيْري
تْعْرْف حسنْ؟

حسن الزُّبَيْري
أبي زوج أمِّي
رجُلْ كان يجري
و رِجْلاه تدمي
خلف الخبز ضد الجوع

حسن الزُّبَيْري
رجُلْ صار همّي
و يوما ستدري
فإسمٌ كإسمي
لا يخشى عذاب الجوع

حسن الزُّبَيْري
دموعاً و يأساَ
مَرارٌ بصدري
صحوناً و كأساَ
إستسلمْ بها للجوع

حسن الزُّبَيْري
يُعَذّب و يُنسى
وَيَا روحُ طيري
فَلِكْنَاوَ طَقْساَ
يُعزف في صلاة الجوع

يقوم العقيدْ و يمْسكْ عصاهْ كما يومَ عيدْ يُردِّ دْ غُناهْ
جَاوْ..جَاوْ.. جَاوْ كْنَاوَ جَاوْ... قولو بْسْم الله
و تنطلق الطقوس من جديدْ
و يطير ما يطيرْ
و تُكتب على الأرض من جديدْ
"بالدم كلمة "تغيير

دّاق دّاق
شكون انْتي؟
طامو، سيدي العقيد
طامو آش؟
طامو زوجة حسن الزُّبَيْري
!آسف.. لا أخبار عن زوجك
لا يا سيدي
أبحث عن إبني
عن أحمد الزُّبَيْري

جَاوْ..جَاوْ.. جَاوْ كْنَاوَ جَاوْ... قولو بْسْم الله